أدت التحولات الراهنة فى البيئة الدولية إلى العديد من مظاهر التجديد فى نطاق علم القانون الدولى العام، وزخمًا كبيرًا فى قضاياه، وموضوعاته وأشخاصه، إلا أن هذا التجديد لم يمتد لـ "منهجة البحث فى الدراسات القانونية الدولية"، بالشكل الكافى والمكافئ لهذه التحولات.
عليه، وصلت اتجاهات دراسة القانون الدولي التقليدية إلى حدودها المفاهيمية والمنهجية، فأصبحنا بحاجة لمناهج جديدة. ولجأنا للبحث عن المساعدة في تخصصات أخرى. لقد اقتبس علماء القانون الدولي في الماضي إلهامهم من الاقتصاد وعلم السياسة وعلم الاجتماع والتاريخ وغيرها لإثراء الدراسة وفهمنا للقانون الدولي. الآن يمكننا إضافة تخصصات جديدة إلى هذه القائمة للمساهمة فى البحث والتحليل، منها علوم الحاسب الآلى والرياضيات والإحصاء. حيث أن تحليل القانون الدولي باستخدام الطرق التجريبية الكمية وأدوات الذكاء الاصطناعى يجعل التحليل القانوني قابلاً للتوسع ويُمًكن القانونيين الدوليين من دراسة القانون الدولي بعمق وفاعلية غير مسبوقين. وفى دراستنا الآنية، تعرض الباحثة لـ تقنيات الذكاء الاصطناعى المُستخدمة لدراسة القانون الدولى، تلك التقنيات التى تزداد أهميتها بشكل متسارع وخاصة فى إطار الدراسات متعددة التخصصات Interdisciplinary Studies